زيارة كلية الهندسة بجامعة الطائف مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة

تاريخ النشر : 1440-05-25

   نظمت كلية الهندسة بجامعة الطائف برنامج زيارة علمية لطالبات الكلية إلى مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة بمكة المكرمة، وذلك يوم الخميس الموافق ١١/ ٥/ ١٤٤٠هـ، بإشراف وكيلة كلية الهندسة د. فاطمة سالم بايونس وعدد من منسوبيها من عضوات وطالبات وإداريات.

تأتي هذه الرحلة ضمن لجنة الأنشطة الطلابية بالكلية، والتي تهدف إلى تعريف الطالبات بمراحل تصنيع كسوة الكعبة وصباغة الخامات والتحاليل المخبرية المختلفة من خلال اطلاعهم على خطوط الانتاج ولغرض الربط بين ما سيتم دراسته نظريا والتطبيق العملي.

تم الإنطلاق يوم الخميس بتاريخ ١١/٥/١٤٤٠وعند الوصول كان في الاستقبال الأستاذ سالم أحمد باضريس وكيل مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة، الأستاذ أحمد باعنتر رئيس العلاقات العامة بالمجمع والذي قام بتوزيع الهدايا المقدمة من الرئاسة العامة لشؤون الحرمين، الأستاذ حمزة عيوني من العلاقات العامة الذي قدم الجولة التعريفية لأقسام المصنع والمتضمنة قسم الحزام وقسم النسيج اليدوي والنسيج الآلي والمصبغة. واستمعت الطالبات خلال الجولة إلى شرح مفصّل حول اقسام المصنع والتطور التقني الذي شهده حتى وصل الى هذا المستوى، كما تم شرح تاريخ صناعة كسوة الكعبة المشرفة والمواد الخام المستخدمة في صناعتها، وشاهدوا صورا تحكي مراحل صناعة ثوب الكعبة المشرفة، وأجاب المسؤولون عن تساؤلات الحاضرات التي تركزت على صناعة الكسوة ومراحل تطور الصناعة.                                                                                  

    

 

وصف كسوة الكعبة:

    تصنع كسوة الكعبة من الحرير الطبيعى الخالص المصبوغ باللون الأسود المنقوش عليه عبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، "الله جل جلاله"، "سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"، "يا حنان يا منان". كما يوجد تحت الحزام على الأركان سورة الإخلاص مكتوبة داخل دائرة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية. ويبلغ ارتفاع الثوب 14 متراً، ويوجد فى الثلث الأعلى من هذا الارتفاع حزام الكسوةً، وهو مكتوب عليه بعض الآيات القرآنية ومحاط بإطارين من الزخارف الإسلامية ومطرز بتطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلى بالذهب، ويبلغ طول الحزام 47 متراً، ويتكون من ستة عشره قطعة، كما تشتمل الكسوة على ستارة باب الكعبة المصنوعة من الحرير الطبيعي، مكتوب عليها آيات قرآنية وزخارف إسلامية ومطرزة تطريزاً بارزاً مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب، وتبطن الكسوة بقماش خام. كما يوجد ست قطع آيات تحت الحزام، وقطعة الإهداء و11 قنديلاً موضوعة بين أضلاع الكعبة، ويبلغ طول ستارة باب الكعبة 7.5 أمتار بعرض اربعة أمتار مشغولة بالآيات القرآنية من السلك الذهبي والفضي، وعلى الرغم من وجود الآت الإنتاج الحديثة، فان العمل اليدوي ما زال يحظى بالاهتمام. تبلغ تكاليف الثوب الواحد للكعبة من ٢٣ الى٢٥ مليون ريال سعودي سنوياً ؛ هي تكلفة الخامات وأجور العاملين  والإداريين وكل ما يلزم الثوب. ويبلغ عدد العاملين فى إنتاج الكسوة 240 عاملاً وموظفاً وفنياً وإداريًّا.                           

قسم النسيج اليدوي:

     للنسيج اليدوي قيمة معروفة عالميًا، ويتبارى الكثيرون على اقتنائه كلما تطور النسيج المنتج آلياً. وفى مصنع الكسوة يتكاتف قسم النسيج اليدوي الذى ينتج كسوة الكعبة مع قسم الثوب الداخلي في إنتاج الجاكارد (القماش المنقوش الأسود والأخضر) في عمل دائم دقيق وصبر يفوق الوصف.

  

  

 

قسم النسيج الآلي:

   خصص هذا القسم للكسوة الخارجية التى زود فى تصنيعها، نظام الجاكارد الذى يحتوى على العبارات والآيات القرآنية المنسوخة، والآخر خال تتم عليه المطرزات. ومن البديهى أن أى نسيج له تحضيراته الأولية من خيوط السدى، التى تختلف باختلاف النسيج من حيث كثافته وعرضه ونوعه، وبداية يتم تحويل الشلل المصبوغة إلى كونات (بكرة) خاصة لتجهيزها على كنة السدى لكونها تحتوى على عدد معين من الشلل حسب أطوال الأمتار المطلوب إنتاجها. وبالنسبة لأعداد خيوط السدى للكسوة الخارجية فتبلغ حوالى (9986 فتلة) فى المتر الواحد، يجمع بعضها بجانب البعض على أسطوانة تعرف بمطواة السدى. وتسمى المرحلة (التسدية). ثم تمر الأطراف الأولى بهذه الخيوط خلال أسنان الأمشاط الخاصة بأنوال النسيج.                                          

  

  

 

قسم حزام الكعبة المشرفة والآيات المكتوبة عليه:

    تصنع قطع الحزام المطرزة من قماش الحرير الطبيعى الأسود السادة وحروفه مغطاة بأسلاك الفضة والذهب ويتكون من 16 قطعة، فى كل جهة من جهات الكعبة 4 قطع موصلة مع بعضها البعض. يثبت هذا الحزام على كسوة الكعبة المشرفة بارتفاع 9 أمتار من الأرض. يوجد على قطع الحزام فى الكسوة آيات قرآنية مكتوبة بالخط الثلث المركب الجميل ومطرزة حروفها بأسلاك الفضة المطلية بالذهب، وقد كتب هذه الآيات الشيخ عبدالرحيم أمين بخارى (يرحمه الله) وهو أقدم عامل اشترك فى صنع كسوة الكعبة منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود ومما تجدر ملاحظته أن الآيات القرآنية المكتوبة على الكسوة السعودية هى نفسها الآيات القرآنية التى كان تكتب على الكسوة المصرية فى جميع الجهات مع تعديل بسيط بالزيادة أو النقصان، واستحداث بعض القطع المكتوبة ووضعها تحت قطع الحزام فى الجهات الأربع بتنسيق جميل يلائم كل جانب من الجوانب الأربعة. هنا تجد نصوص الآيات المثبتة على كل من الجهات الأربعة: الجهة الشمالية- الجهة الشرقية- الجهة الغربية- الجهة الجنوبية                                     
وتوصل إلى مطواة السدى التى تلف آليًّا حسب الطول المطلوب والمحدد من قبل. وبعد الانتهاء من عملية التسدية تنقل خيوط السدى إلى مطواة المكنة نفسها بالطول والعدد المطلوب. أما خيوط اللحمة (العرضية) فتجمع كل ست فَتَلات منها فى فتلة واحدة على (كونات) خاصة تزود بها مكنة النسيج. وعدد خيوط اللحمة يبلغ ستاًّ وستين (66) فتلة فى كل (1سم). وتتضح من عملية إعداد السدى واللحمة كثافة قماش نسيج الكسوة الخارجية، لتعرضه إلى العوامل الطبيعية مدة عام كامل. أما بالنسبة للنسيج الخالى المستخدم عليه تطريز الآيات القرآنية التى توضع على الكسوة من الخارج ويثبت خياطيًّا فى إعداد السدى فيبلغ حوالى (10250 فتلة) بعرض 205 سم. أما خيوط اللحمة فتعد لها أربع فَتَلات، لكل فتلة عدد (56 فتلة) في (1سم)، وينتج القماش السادة بعرضين أحدهما خاص للحزام بعرض (110سم) والثاني يستخدم فى إنتاج الهدايا بعرض (90سم) ويتم تزويد قسم الطباعة بهذه الأقمشة لطباعة الآيات والزخارف عليها.                                                                                       

  

قسم الطباعة:

     الطريقة القديمة التى كانت تستعمل من قبل هى عملية نثر البودرة والجير بفردها على الثقوب المخرمة التى حدثت لحواف الكتابات فتمر من خلال ذلك ويتم طبعها ومن ثم تحديدها بالطباشير على القماش. أن التصميمات الفنية والخطوط المكتوبة على الكسوة ليست ثابتة بل ينالها شىء من التغيير من وقت إلى آخر بغية الحصول على ما هو أفضل ثم يجرى أخذ إذن تنفيذها من سماحة الرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوى، ثم المقام السامى الكريم.                                                                          

     وتشمل التصميمات الزخارف والكتابات المطرزة على الحزام والستارة. وفى قسم الطباعة يتم أولاً تجهيز المنسج، والمنسج عبارة عن ضلعين متقابلين من الخشب المتين يشد عليهما قماش خام (للبطانة) ثم يثبت عليه قماش حرير أسود (خال) غير منقوش وهو الذى يطبع عليه حزام الكسوة وستارة باب الكعبة المشرفة وكافة المطرزات. والطباعة تتم بواسطة (الشبلونات) أو سلك سكرين أى الشاشة الحريرية وهذه الشبلونات يتطلب إعدادها جهدًا فنيًّا يضيق المجال عن وصفه بالتفصيل، وببساطة فإن الشبلون عبارة عن إطار خشبى من أربعة أضلاع يشد عليه قماش من حرير صناعى ذى مسامٍ صغيرة مفتوحة تسمح بمرور السوائل. والمطلوب حتى يصبح الشبلون قالب طباعة هو سد المسام جميعها ما عدا مسامَّ الخطوط أو الرسوم المطلوب طباعتها ويتم ذلك بِدَهْن حرير الشبلون، بمادة كيميائية فلمية حساسة من صفتها التجمد فى الضوء ولذلك فهى تدهن وتجفف فى الفرن المخصص لذلك فى الظلام                                                                                                 

قسم التطريز:

    بعد إنتاج الأقمشة وبعد أن تتم طباعة النسيج الخالى منها كما أوضحنا سابقًا بقسم الطباعة، نأتى إلى أهم ما يميز  ثوب الكعبة المشرفة وهو التطريز بالأسلاك الفضية والذهبية. وتتم عملية التطريز الفريدة أولاً بوضع الخيوط القطنية بكثافات مختلفة فوق الخطوط والزخارف مع الملاحظة الفنية فى كيفية أصول التطريز، والمطبوعة على الأقمشة المشدودة على المنسج حيث يشكل (إطارًا) على مستوى سطح القماش، ويطرز فوقها بخيوط متراصة من القطن الأصفر لما ستطرز عليه بالأسلاك المذهبة، ومن القطن الأبيض لما ستطرز عليها بالأسلاك الفضية فى اتجاهات متقابلة وبدقة ؛ ليتكون الهيكل الأساسى البارز للتصميم والحروف، ويغطى التطريز بأسلاك من الفضة فقط، المطلية بالذهب ليتكون فى النهاية تطريزٌ بارزٌ مذهبٌ يصل ارتفاعه فوق سطح القماش. وتعمل الأيدى دون ملل أو تعب وبمهارة عالية فى تنفيذ تحفة فنية رائعة يتجلى فيها روعة الإتقان ودقة التنفيذ وجمال الخط العربى الأصيل                                                                                               

زيارة المعرض:

    زار الطالبات معرض عمارة الحرمين الشريفين. حيث كان في الاستقبال الأستاذ عبدالرحمن المقاطي احد مسؤولي العلاقات العامة . الذي اطلعهم على أقسام المعرض  الذي يحكي التطور التاريخي لعمارة الحرمين الشريفين ومراحل تطوير وتوسعة الحرمين الشريفين. والهياكل التقريبية لتوسعة الخلفاء و الأمراء. وتجول الطالبات في قاعات المعرض وشاهدوا الصور الفوتوغرافية للحرمين ومقتنيات الحرمين القديمة وبئر زمزم ، وباب الكعبة المشرفة.  

عبر الطالبات عن سعادتهم بهذه الزيارة التي كشفت لهم تاريخ المملكة العربية السعودية المضيئ في الصناعة وفي خدمة الاسلام والمسلمين في كل انحاء العالم. وفي تمام الساعة ١٢:١٥ ظهراً تم التوجه الى الباصات للعودة الى الطائف، وفي تمام الساعة ١٣:٤٠ ظهراً تم الوصول الى جامعة الطائف بشطر الطالبات بوابة رقم (٢) حيث تكللت الزيارة بالنجاح ولله الحمد.